الحاجز الرحمي (uterine septum) أو كما يعرف باسم الرحم المنفصل هو عبارة عن غشاء رقيق من الأنسجة يتكون داخل الرحم ويعمل على تقسيم الرحم إلى جزأين منفصلين. يتكون الحاجز الرحمي أثناء الحمل ويمكن أن يسبب العديد من المشاكل مثل: العقم والولادة المبكرة والإجهاض المتكرر. في هذا المقال سنتعرف على تجربتي مع الحاجز الرحمي، والعلاقة بين الحاجز الرحمي والإجهاض، وطرق علاج الحاجز الرحمي بالتفصيل.
تجربتي مع الحاجز الرحمي
توجد العديد من التجارب النسائية الناجحة لعملية إزالة الحاجز الرحمي قبل حدوث الحمل، من بين هذه التجارب الناجحة سيدة بعمر ال30 عام تخبرنا أنها عانت من وجود حاجز رحمي تسبب لها بحدوث الإجهاض أكثر من مرة، وأن طبيبها قد أوصاها بالخضوع لعملية إزالة الحاجز الرحمي بالمنظار، لأن إزالة هذا الحاجز يزيد من فرص اكتمال الحمل، وبالفعل بعد أن خضعت السيدة لهذه العملية أوصاها طبيبها بإتباع بعض التعليمات والنصائح التي لالتزمت بها، وتمكنت من الحمل بعد العملية بعدة أشهر بصورة طبيعية. خلال حملها أخبرتنا السيدة أنها التزمت بمواعيد متابعة الحمل حتى اكتمل حلمها واستطاعت إنجاب طفل سليم ومعافى.
أشكال الحاجز الرحمي
بعد أن تعرفنا على تجربتي مع الحاجز الرحمي دعونا نتعرف على أشكاله، أولاً الحاجز الرحمي هو خلل خلقي يظهر في الرحم، يعمل على تقسيم الرحم إلى جزئين، يختلف شكل هذا الحاجز من سيدة لأخرى، ففي بعض الحالات يكون الحاجز صغير ولا يتسبب في حدوث مشاكل في الحمل، وفي حالات أخرى يكون الحاجز كبير ويتسبب في حدوث إجهاض أو موت الجنين.
مشكلة الحاجز الرحمي أنه يغير من الشكل التشريحي للرحم، ويتسبب في الإجهاض لأنه يحتوي على شعيرات دموية أقل بالتالي لا تكون كافية لتغذية الجنين. توجد عدة أشكال للحاجز الرحمي وهي كالتالي:
- الحاجز الرحمي الكامل
في حالة وجود حاجز رحمي كامل يقسم الرحم إلى جزئين متساويين بفعل تكون جدار سميك من الأنسجة، يؤثر هذا الجدار المتكون على الخصوبة ويزيد من حدوث الإجهاض، ولكن لا داعي للقلق منه؛ لأنه يمكن للسيدة أن تحمل ويتكلل حملها بنجاح بعد إزالة هذا الجدار.
- الحاجز الرحمي البسيط أو الجزئي
في هذه الحالة ينقسم الرحم إلى جزئين ويكون الانقسام جزئي وليس كلي، أي لا يقوم الحاجز بفصل الرحم عن بعضه، هذا النوع يؤثر على الحمل، وقد لا تتمكن المرأة من إنجاب أطفال في حال وجوده، ويعتمد ذلك على مدى طول الجدار وتأثيره على الرحم.
ازالة الحاجز الرحمى بالمنظار
هي أحد الطرق الفعالة التي يتم من خلالها تحقيق حلم الأمومة للعديد من السيدات وهي أحد خيارات العلاج الفورية والناجحة، فيها يقوم الطبيب باستئصال الحاجز الرحمي بعد تخدير المريضة تخديراً كلياً، بعد ذلك يقوم الطبيب بإدخال المنظار عبر المهبل هذا المنظار الذي يحتوي على كاميرا صغيرة تصور ما يوجد داخل الرحم، بعد ذلك يقوم الطبيب بعمل شق صغير في البطن لإدخال أداة أخرى لقطع الحاجز الرحمي. هذه العملية آمنه ولا تستغرق وقتاً طويلاً، وتستطيع السيدة أن تعود لمنزلها في نفس اليوم وتعود لممارسة حياتها بصورة طبيعية بعد فتره وجيزة من التعافي.
تجربتي مع الحاجز الرحمي واستئصاله بواسطة المنظار كانت من التجارب الناجحة، خاصة أن هذا الإجراء له مميزات مثل أنه:
- إجراء بسيط وآمن.
- لا يحتاج لمدة طويلة للشفاء.
- يمكن من خلاله أن يستعيد الرحم شكله ووظيفته الطبيعية.
- يحسن هذا الإجراء من معدلات الخصوبة والحمل.
الحاجز الرحمي والاجهاض
يمكن للسيدة التي تعاني من وجود حاجز رحمي أن تحمل بصورة طبيعية، ولكن المشكلة الأساسية تكون في زيادة فرصة الإجهاض لديها بالمقارنة بغيرها من الحالات، وكما نعرف أن الحاجز الرحمي عبارة عن جدار متكون من الأنسجة غير مزود بالامدادات الدموية اللازمة، بالتالي يحدث الإجهاض نتيجة عدم قدرة البويضة الملقحة على الإنغراس في الجدار الرحمي، فتفقد قدرتها على النمو والتطور لأنه لا توجد إمدادات دموية كافية يتغذى عليها الجنين.وكما أوضحت الدراسات فإن معدل حدوث الإجهاض عند الحوامل بشكل عام يتراوح بين 10-25% في الحالات الطبيعية، لكن هذه النسبة ترتفع إلى 40% مع الحالات التي تعاني من الرحم المنفصل.
يحدث الإجهاض بصورة عامة في الثلث الأول أو الثاني من الحمل. في بعض الحالات وفي حال استمر حدوث الحمل في ظل وجود الحاجز الرحمي نجد أن هذه الحالات تعاني من بعض المخاطر مثل:
- الولادة القيصرية.
- الولادة المبكرة.
الحاجز الرحمي والحقن المجهري
يوصي العديد من الأطباء ومن بينهم دكتور أيمن نجم بضرورة إزالة الحاجز الرحمي قبل التفكير في الخضوع لعملية الحقن المجهري، حتى نتأكد من عدم ظهور أي مشكلة خلال الإجراء. بعد إزالة الحاجز الرحمي لا مانع من الخضوع لعملية الحقن المجهري لتحسين فرصة الحمل إذا رأى الطبيب ضرورة لذلك حيث أنه من المعروف أن هذه العملية هي حل فعال للعديد للأزواج الذين يعانون من صعوبة في الإنجاب وتتم العملية كالتالي:
- أولاً يوصي الطبيب باستخدام بعض العلاجات التي تقوم بتحفيز المبايض، وذلك باستخدام بعض الهرمونات.
- ثانياً يقوم الطبيب بعد ذلك بمتابعة البويضات وجمع عينة باستخدام إبرة خاصة.
- ثالثاً يتم خلط البويضات مع الحيوانات المنوية في المختبر من أجل حدوث عملية التخصيب.
- رابعاً يتم نقل البويضات المخصبة إلى الرحم باستخدام إبره رفيعة.
تجربتي مع الحاجز الرحمي والحمل بتوأم
يتساءل العديد من الناس إمكانية حدوث حمل ثنائي في الرحم مع وجود حاجز رحمي على اعتبار أن الرحم في هذه الحالة يكون مفصول إلى جزئين، والإجابة أن هذا الاعتقاد خاطئ فعلى الرغم من أن والمرأة يكون لديها حاجز رحمي أي بمثابة مكانين منفصلين في الرحم إلا أنها تحمل في طفل واحد بصورة طبيعية ما لم يكن لديها عامل وراثي يتسبب في الحمل بتوائم في العائلة وما لم تتناول أي منشطات للحمل.
تجربتي مع الحاجز الرحمي والربط
اختلفت الآراء حول أهمية ربط عنق الرحم في حال وجود حاجز رحمي، فبعض الأطباء يرى أن ربط عنق الرحم إجراء هام يجب القيام به في الشهر الثالث من الحمل وفكه في الشهر التاسع؛ لمنع حدوث الإجهاض خاصة إذا كان لدى السيدة تاريخ مرضي للإجهاض، ويرى البعض الآخر أن هذا الإجراء لا فائدة منه، لذا في حال وجود حاجز رحمي يجب التحدث مع الطبيب النسائي وسؤاله حول رأيه عن عملية الربط ومدى فاعليتها في هذه الحالة.
الحمل بعد عملية ازالة الحاجز الرحمي
تستطيع السيدة أن تحمل مباشرة بعد خضوعها لعملية إزالة الحاجز الرحمي، خاصة أن عملية إزالة الحاجز الرحمي أو وجودة لا تؤثر على الحمل، والدليل أن هناك الكثير من الحالات التي لديها حاجز رحمي تحمل بصورة طبيعية. لكن في العموم ينصح الأطباء بالانتظار فتره 3 أشهر بعد عملية إزالة الحاجز الرحمي حتى تستعيد السيدة عافيتها وصحتها مرة أخرى قبل تكرار التجربة.
هناك بعض الحالات التي تعاني من تأخر حدوث الحمل بعد إزالة الحاجز الرحمي، وهذه الحالات نحب أن نوضح لها أن الحاجز الرحمي لا علاقة له بذلك، مع هذا يمكنهم إجراء التحاليل التالية وهي:
- القيام تحليل هرموني ثاني يوم الدورة وتشمل هذه التحاليل ما يلي FSH، LH، TSH، PRL، E2، TOTAL TESTOSTERONE، AMH.
- عمل تحليل سائل منوي للرجل.
بواسطة هذه التحاليل يمكن اكتشاف المشكلة فإذا كان لا هناك مشكلة تعاني منها السيدة فقد يعتبر هذا عقماً، وقد تحتاج السيدة إلى إجراء عملية تلقيح صناعي.
الدورة بعد إزالة الحاجز الرحمي
بعد أن تحدثنا عن تجربتي مع الحاجز الرحمي نحب أن نوضح العلاقة بين الحاجز الرحمي والدورة الشهرية حيث تتساءل العديد من السيدات عن كثافة الدورة بعد إجراء عملية إزالة الحاجز الرحمي، والجواب هو أنه من الطبيعي أن تنزل الدورة الشهرية بعد العملية لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام، يصاحب نزول الدم وجود مغص بسيط في البطن لمدة يومين من الدورة الشهرية.
علاج الحاجز الرحمي
طريقة العلاج الفعالة في علاج الحاجز الرحمي هي المنظار الجراحي، وهذه العملية هي عملية بسيطة تدوم لمدة 20 دقيقة، هذا التدخل الجراحي بسيط وآمن في حال إجرائه من قبل طبيب ماهر وخبير، وعلى الرغم من فاعلية هذه العملية إلا أنها قد تكون غير ضرورية ولا حاجة لها ما لم تعاني السيدة من مشكلة طبية مع وجود الحاجز الرحمي، وخاصة مع النساء اللاتي لا يفكرن في الحمل.
مضاعفات عملية إزالة الحاجز الرحمي
توجد العديد من المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن إزالة الحاجز الرحمي والتي تحتاج إلى تدخل سريع وعاجل ومنها:
- النزيف.
- العدوى.
- التهاب الحوض.
- التهاب عنق الرحم.
جميع هذه المضاعفات لا تظهر مع جميع الحالات، وفي حال التزمت السيدة بتعليمات ونصائح الطبيب، وخضعت لهذه العملية بواسطة طبيب بارع يمكنها أن تتفادى ظهور هذه المضاعفات.
في النهاية تجربتي مع الحاجز الرحمي تعد من التجارب الجيدة التي لم تتسبب لي بحدوث أي مشاكل أو مضاعفات، لذلك أنصح جميع السيدات اللاتي يعانين من نفس مشكلتي أن يذهبن إلى طبيب مختص وبارع مثل دكتور أيمن نجم حتى يحصلن على النتائج اللاتي يرغبن بها.
اقرأ عن: